فلسطين يا حبيبتي
لم كل هذا البكاء ؟!
فبكائك علي شاق
فلسطين
أبكي محمد الدرة وإيمان
أبكي الأمل المذبوح في عيون الشباب
أبكي بسمة غابت عن أعين الصغار
أبكي عدنان .. قتلوا أمه وأبيه وإخوته الصغار
لم يبقى سوى عدنان يصارع هذا الزمان
يقلب صفحات أيامه بين دمعة و إبتسام
يبحث عن حضن أو حنان يضاهي ذاك الحنان
أبكي مدرسة صارت دمار
فصاروخهم لم يبقي حجرا أو إنسان
واختلطت الدماء بصفحات أنشودة السلام
ويرفرف حمام السلام في موكب تشييع الصغار
وتشهد الأرض والسماء أنهم أبرياء
ذنبهم أنهم عرب ينتمون للإسلام
يزرع فيهم حب الجهاد
لينبت فيهم صلاحا قائدا مغوار
فغدا يبدد الظلم ويمحو العار ويرفع راية الإسلام
أعرفت لم أبكي
أبكي أُمًا تبحث عن بنت الحلال
ولما تجدها يسرع ولدها للقاء الحور في الجنان
أبكي أبناءها في الزنازين خلف القضبان
أبكي من نسوا ضوء الشمس وكيف يكون الهواء
أبكي من لايفرقون بين ليل أو نهار
أبكي من يذوقون أصناف التعذيب وضروب الهوان
يصبرون رغم الأوجاع والآلام
فعزائمهم تقوى كالصخور بالإيمان
أبكي صفية وهناء وصرخات العفيفات
بعد أن تجرعن مرارة الحنظل وظلم السجان
أصبحن لا يحلمن بلقاء فارس الأحلام
أو بطلوع الشمس عليهن قبل الممات
تصعد آهاتهن للسماء وينادين باسم الرحمن
أعرفت لم أبكي ..
أبكي لأنهم سلبوا خيراتي فما أستطيع اليوم إطعام الجياع
أبكي لأنهم لوثوا مائي وهوائي وأفسدوا علي الحياة
أبكي لأنهم اجتثوا زرعي قبل أن يحين الحصاد
أبكي لأن معدوم الضمير صال في أرضي وجال
أبكي لأنهم أحالوا مدني وقراي إلى خراب
غيروا الأسماء لتكون بداية الأحلام
أبكي الأقصى المجروح
أبكي مسرى الرسول
أبكي الأقصى وقد صار على حافة السقوط
على إثر حفريات تحته وأنفاق بها يقومون
على آثار لليهود تحت الأقصى يبحثون
ولكنهم على آثار إسلامية فقط يعثرون
فأنا أرضي إسلامية منذ الوجود
يريدون هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم
أي هيكل هذا الذي يدعون
إنه الخطر الذي يتهدد الأقصى باستعلاء بني صهيون
خطر يحوم بالأقصى والعرب تختار الخنوع